أهمية تركستان الشرقية (شنغيانغ)

يقع الإقليم في أقصى الشمال الغربي من جمهورية الصين الشعبية، على طريق الحرير التاريخي، الذي يعتبر من أهم الممرات التجارية والعسكرية منذ القدم، ويمثل كذلك بوابة الصين إلى أوراسيا والشرق الأوسط.

ويتربع الإقليم على ما يقارب سدس إجمالي مساحة الصين، ويتميز بغناه بالمعادن، لا سيما اليورانيوم والذهب، ويمتلك أكبر احتياطي من الفحم والغاز الطبيعي في الصين، وخمس احتياطاتها من النفط، وينتج أكثر من 80% من القطن فيها حسب خدمة أبحاث الكونغرس للعام 2023.

إعلان

ويمثل إقليم “شينغيانغ” كذلك مركزا أساسيا لمبادرة الحزام والطريق الصينية التي تتضمن مشاريع البنية التحتية المدعومة من الصين، وتطوير الطاقة في وسط وجنوب آسيا المجاورة.

أحد أقدم الشعوب الناطقة بالتركية، ومن أكثرها تمدنا وتأثيرا في تاريخ الترك، تعد آسيا الوسطى موطنهم الأصلي، وتدين الغالبية العظمى منهم بالإسلام. يُقدر عددهم بنحو 20 مليون نسمة حول العالم، منهم حوالي 12 مليونا يعيشون في تركستان الشرقية (إقليم شنغيانغ المتمتعة بالحكم الذاتي)، بنسبة تبلغ حوالي 46% من إجمالي السكان.

وتمارس السلطات الصينية تدابير يقول معارضوها إن من شأنها القضاء على الهوية الثقافية للإيغور في إقليم “شنغيانغ”، وتضع قيودا صارمة على ممارسة الشعائر الدينية والتقاليد واللغة، وتهدم المساجد والمواقع المقدسة، فضلا عن الاعتقالات والاختفاء القسري.

الموقع
يوجد إقليم شنغيانغ في أقصى الغرب الصيني، ويحده من الجنوب إقليم التبت، ومن الجنوب الشرقي إقليم كينغاي وإقليم غانسو، ومن الشرق منغوليا، ومن الشمال روسيا، ومن الغرب كزاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان وجزء من إقليم كشمير الواقع تحت سيطرة الهند، وتبلغ مساحته 1.660 كلم2.

السكان
يبلغ عدد سكان إقليم شنغيانغ بحسب أرقام الحكومة الصينية حوالي 21 مليون نسمة، منهم 11 مليونا من المسلمين ينتمون أساسا إلى عرق الإيغور، وبعض الأقليات مثل الكزاخ والقرغيز والتتر والأوزبك والطاجيك.

وبحسب الإحصائيات الرسمية نفسها، يبلغ عدد السكان من أصل “هان” -وهو العرق المسيطر في الصينتسعة ملايين نسمة، أي حوالي 40% من سكان الإقليم، مع أنهم كانوا يمثلون 10% فقط في منتصف القرن العشرين.

ويتكلم سكان الإقليم لغات ولهجات مختلفة، أبرزها التركية والكزاخية والأويرات (لغة المغول) والساريكولي والواكهي، وهما لهجتان قريبتان من اللغة الفارسية، ولغة الأوردو.

الاقتصاد
تعد الفلاحة من أبرز أنشطة السكان، وهم يهتمون بزراعة الحبوب والأشجار المثمرة وزراعة القطن وتربية المواشي وخاصة الأغنام.

إعلان

ويزخر الإقليم بالموارد الطبيعية مثل: البترول والفحم والرصاص والنحاس والزنك واليورانيوم والغاز الطبيعي، وتوجد فيه عدد من الصناعات مثل: تكرير النفط وصناعة الصلب والكيمياويات والإسمنت.

التاريخ
بحكم موقعه الإستراتيجي وكونه نقطة عبور يمرُّ بها طريق الحرير، كان الإقليم عرضة لموجات من الهجرة لأعراق مختلفة سكنته أو تعايشت فيه.

ويعود دخول الإسلام إلى الإقليم -بحسب المؤرخين- إلى القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين، قبل أن ينتشر ويصبح الديانة الرئيسية لسكان الإقليم رغم ظهور بعض الحركات التبشيرية في وقت لاحق.

قام السكان من الإيغور بعدة ثورات في بداية القرن العشرين للاستقلال عن الحكومة المركزية في بكين، أبرزها ثورة 1933 وثورة 1944 التي نجحوا على إثرها في إعلان دولة تركستان الشرقية المستقلة، لكن سرعان ما ضمتها الصين الشيوعية عام 1949 بعد موت مسؤوليها في حادث طائرة غامض.

سنت الحكومة الصينية جملة من القوانين اعتبرها الإيغوريون مستهدفة لقوميتهم ودينهم، من قبيل قرار منع اللغة الإيغورية في الجامعة عام 2002، ومنع تعليم الإسلام للأطفال دون سن 18 في الإقليم، ومنعهم من الصيام، وإقصائهم من المناصب العليا والقيادية.

إعلان

وتعرض المسلمون في الإقليم لحملات عدائية عرقية وأحداث عنف مرات عديدة خلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى، منها الأحداث التي حصلت في يوليو/تموز 2009 ووصفها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنها نوع من الإبادة الجماعية.

ويضاف لما سبق أحكام قضائية قاسية على خلفية اتهامات بالإرهاب، مثل أحكام صدرت في يونيو/حزيران 2014 بالسجن على 113 شخصا لمدد تتراوح بين عشر سنوات ومدى الحياة بتهم تتعلق بالإرهاب، وتعدد الزوجات والمخدرات وغيرها.

معلومات أخرى
تتهم منظمات دولية الحكومة الصينية بإجراء أكثر من أربعين تجربة نووية شمال الإقليم، مما أدى إلى إصابة العديد من سكانه بالإشعاعات النووية وانتشار الأمراض وتلوث التربة والهواء، وأدى أيضا إلى وفاة حوالي 200 ألف شخص بحسب المعارضين الإيغور.

وأشارت دراسة سرية إنجليزية إلى ازدياد كبير في نسبة المصابين بالسرطان نتيجة التأثر بهذه الإشعاعات النووية.

المصدر الجزيرة

Contact Us

Subscribe to our Newsletter

@2023 – All Right Reserved. Designed and Developed by AATWorld

About Us

Here in the AAT Group, Traders, Businessmen, Manufacturers, Importers, and Exporters get to know each other and cooperate despite the distances, countries, and different languages.

Feature Posts

Newsletters

Never Miss an Offer

Join our mailing list to receive the latest product news and industry updates from AAT World.

@2023 – All Right Reserved. Designed and Developed by AATWorld