صرح وزير البترول والطاقة في غامبيا، ناني جوارا، بأن البلاد تُسرّع وتيرة تحديث بنيتها التحتية للطاقة من خلال استثمارات ضخمة في توسيع الشبكة، وكهربة المناطق الريفية، ودمج مصادر الطاقة المتجددة. وتستفيد البلاد من الدعم الحكومي القوي والدعم متعدد الأطراف لتحويل مشهد الطاقة لديها وتحقيق وصول الكهرباء للجميع.
أول خط نقل عالي الجهد
في فبراير 2025، دشّنت غامبيا أول بنية تحتية وطنية لنقل وتوزيع الجهد العالي بجهد 225 كيلو فولت، تربط مدينتي بريكاما وجابانغ في منطقة بانجول الكبرى.
يشمل مشروع النقل والتوزيع، الذي طُوّر كجزء من مشروع استعادة وتحديث الكهرباء في غامبيا (GERMP)، أول مركز تحكم وطني في البلاد مُجهّز بنظام سكادا متطور في بريكاما، ومحطة فرعية بجهد 225/33 كيلو فولت في جابانغ.
يُعد الخط الجديد أيضًا جزءًا من مشروع الربط الكهربائي OMVG، الذي يربط الشبكات الوطنية في السنغال وغامبيا وغينيا بيساو وغينيا. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز تجارة الطاقة الإقليمية وتحسين موثوقية الشبكة في جميع أنحاء غرب إفريقيا.
صرح جوارا خلال حديثه في معرض الشرق الأوسط للطاقة 2025 في دبي: “يعزز هذا التطوير الحيوي للبنية التحتية قدرتنا على نقل الطاقة بكفاءة في جميع أنحاء البلاد، مما يُرسي أساسًا قويًا لتلبية احتياجاتنا المتزايدة من الطاقة، مع تمهيد الطريق لنظام متكامل لإدارة الطاقة“.
وأضاف: “تشهد غامبيا لحظة محورية من الفرص والتقدم، حيث تُمثل البنية التحتية للطاقة منارة أمل وازدهار للأجيال القادمة. نريد أن يُشكل تآزر الابتكار والتكنولوجيا مستقبل طاقتنا“.
دفع عجلة الطاقة المتجددة
لا تزال غامبيا في المراحل الأولى من توسيع نطاق قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة. تُغذي أول محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق المرافق في البلاد، والتي تتميز بمصفوفة شمسية بقدرة 23 ميجاوات وتخزين طاقة بطاريات بقدرة 8 ميجاوات، 18,500 منزل بالطاقة. أوضح جوارا قائلاً: “نستغل إمكانات الطاقة المتجددة الوفيرة في غامبيا، ونستغل الإشعاع الشمسي والموارد الطبيعية الأخرى. ويمثل دمج مصادر الطاقة المتجددة مع أنظمة تخزين طاقة البطاريات المتقدمة خطوة استراتيجية نحو إزالة الكربون من الطاقة، وتعزيز التنوع والمرونة”. وأضاف جوارا: “نبني أساسًا متينًا للطاقة المتجددة في التعليم والرعاية الصحية من خلال تزويد أكثر من 1000 مدرسة و100 منشأة صحية بالطاقة الشمسية، مما يضمن استمرار خدماتنا الأساسية دون انقطاع واستدامة بيئية. كما نعمل على توسيع شبكات الطاقة الصغيرة الخضراء لتوفير الكهرباء بأسعار معقولة للمجتمعات الريفية“.
مشروع سوما للطاقة الشمسية
من مبادرات غامبيا الجريئة في مجال الطاقة الشمسية مشروع محطة للطاقة الشمسية بقدرة 150 ميجاوات في منطقة سوما. في أكتوبر 2024، طرحت الشركة الوطنية للمياه والكهرباء (NAWEC) ووزارة البترول والطاقة مناقصة للمرحلة الأولى من المشروع بقدرة 50 ميجاوات، وذلك بموجب نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP). وسيتولى الشريك المختار تمويل وبناء وتشغيل مشروع “منتج الطاقة المستقل” (IPP). نهدف إلى توسيع نطاق هذا المشروع بمقدار 100 ميغاواط إضافية في المستقبل. ولن تقتصر هذه المبادرة على تعزيز إنتاجنا من الطاقة الخضراء فحسب، بل ستعزز أيضًا الشراكات بين القطاعين العام والخاص في غامبيا، كما صرّح جوارا.
نحو الوصول الشامل للكهرباء
تُعدّ خارطة طريق الكهرباء في غامبيا (2021-2040) أداة التخطيط الرئيسية ونقطة مرجعية استراتيجية لجميع الجهات المعنية في القطاع، حيث تُحدد الخطوات اللازمة لتحقيق هدف الوصول الشامل للكهرباء في البلاد بحلول عام 2025.
يُعدّ تطوير الشبكة الإقليمية لتجمع غرب إفريقيا للطاقة (WAPP) جزءًا أساسيًا من خارطة الطريق، مما سيعزز نظام الكهرباء في غامبيا من خلال ربطه بالدول المجاورة، مما يُعزز أمن الطاقة والتجارة. كما تتماشى خارطة الطريق مع أجندة “المهمة 300″، وهي مبادرة قارية طموحة يقودها بنك التنمية الأفريقي والبنك الدولي وشركاء آخرون لتوفير الكهرباء لأكثر من 300 مليون شخص في جميع أنحاء أفريقيا.
قال جوارا: “بصفتنا دولة صغيرة، لدينا طموحات كبيرة”، مضيفًا أن البلاد تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدفها المتمثل في توفير الكهرباء للجميع بحلول أواخر عام 2025 أو أوائل عام 2026. واختتم الوزير حديثه قائلاً: “نعمل على مراجعة قانون الطاقة المتجددة وقانون الكهرباء لمواكبة التطورات التكنولوجية، بما يضمن إطارًا قانونيًا يعزز الابتكار ويحمي مواطنينا. بالإضافة إلى ذلك، نعمل على صياغة سياسة طاقة جديدة تتبنى الابتكار والتكنولوجيا والرقمنة“.
