هل تصبح أفغانستان قلب آسيا الوسطى للتعاون الاقتصادي؟

أصبحت آسيا الوسطي مرتبطة بشكل متزايد بأفغانستان، وتبني دول آسيا الوسطى الأساس للنمو الاقتصادي المستدام، حيث ينتظر تنفيد العديد من المشاريع الكبرى التي تهمّ المنطقة ومركزها أفغانستان

وزير الخارجية الأفغاني “أمير خان متقي” ترأَّس في فبراير/شباط الماضي وفداً إلى عشق آباد عاصمة تركمانستان لإجراء محادثات حول استكمال خط أنابيب الغاز الطبيعي بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند الذي يبلغ طوله 1600 كيلومتر.

ومع أن أفغانستان لن تحصل إلا على 5% من التدفق السنوي البالغ 33 مليار متر مكعب، إلا أن استكمال المشروع سيكون بمثابة فوز سياسي لـحركة طالبان الحاكمة في أفغانستان.

وناقش الجانبان أيضا إنشاء خط نقل الطاقة عالي الجهد بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان، وبناء خطوط السكك الحديدية من تركمانستان إلى أفغانستان. وفي يناير/كانون الثاني، اتفقت أفغانستان وتركمانستان على بيع 1.8 مليار كيلووات/ساعة من الطاقة إلى كابل لعام 2024 واستكمال خط نقل الطاقة.

وتخطط طاجيكستان لزيادة مبيعات الكهرباء إلى أفغانستان بنسبة 17% رغم تقنين الطاقة محليا. ولدى البلدين اتفاقية لإمدادات الكهرباء تمتد حتى عام 2028.

وستعمل الاتفاقيات المبرمة مع تركمانستان وطاجيكستان على استكمال واردات الكهرباء من أوزبكستان، التي توقفت في يناير/كانون الثاني 2022 بسبب عطل فني. ومن شأن إمدادات الكهرباء الموثوقة أن تعزز طالبان بحكم البلاد وتجعلها أكثر جاذبية كشريك في المشاريع.

جار جيّد

أظهرت كابل مؤخراً أنها تستطيع أن تكون جارة جيدة بأفضل طريقة ممكنة وذلك من خلال دفع فواتيرها. فقد سددت كابل المبالغ المستحقة للطاقة، والتي تتراوح بين 40 إلى 50 مليون دولار.

وقد عانى خط أنابيب الغاز الطبيعي بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند من تأخيرات عديدة، كان آخرها سيطرة طالبان في أغسطس/آب 2021، وتجري واشنطن وعشق آباد مناقشات حول تخفيف محتمل للعقوبات على الإمارة الإسلامية، وبالتالي فإن المشروع سينطلق.

وفي مشروع آخر وهو مشروع “كاسا-1000” المخطط له أن يوفر 1300 ميغاوات من الكهرباء الفائضة المنتجة بالطاقة الكهرومائية من قيرغيزستان وطاجيكستان إلى باكستان وأفغانستان في أشهر الصيف من خلال بنية تحتية جديدة للطاقة تمتد لمسافة 1300 كيلومتر. وكان من المقرر أن يكتمل المشروع الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار بحلول عام 2024، ولكن قد يتأخر إذا كانت هناك حاجة إلى إعفاءات من العقوبات التي فرضتها واشنطن لإكمال المرحلة الأفغانية من المشروع.

وقد حصلت طشقند مؤخّرا على دعم قطر لخط سكة الحديد العابر لأفغانستان الذي يبلغ طوله 573 كيلومترا لربط أوزبكستان بباكستان عبر أفغانستان. ورغم أن المشروع سيدعم في الغالب التجارة بين باكستان وآسيا الوسطى، إلا أن أفغانستان ستستفيد أيضا.

قناة “قوش تيبة” المائية

وتقوم إيران، التي زادت تجارتها مع أوزبكستان وتركمانستان، بإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع كابل. وتتمثل سياسة إيران في أن أفغانستان تحتاج إلى حكومة شاملة، وقد اشتبكت الدولتان حول وصول طهران إلى مياه نهر هلمند، لكن إيران رحبت باستثمار كابل البالغ 35 مليون دولار في ميناء تشابهار وسلّمت ايران – غصباً عنها – سفارة أفغانستان إلى حكومة طالبان.

وتصبح أفغانستان، “قلب آسيا”، مصدراً أمنيّاً من نوع ما للمنطقة، ولكن التقدم الحقيقي سوف يأتي عندما تنخرط بشكل بنّاء مع جمهوريات آسيا الوسطى، وإيران، وباكستان بشأن المخاوف الحاسمة مثل تغير المناخ وإدارة المياه.

وفي مطلع الشهر الجاري (مارس/ آذار 2024) ترأّس وزير الخارجية الأوزبكي، بختيور سعيدوف، وفداً إلى كابل للقاء قادة أفغانستان. وحسب إمارة أفغانستان، تعهّد الجانب الأوزبكي بدعم قناة “قوش تيبة” المائية، ووافق على إرسال فريق فني لدعم المشروع، كما وافق على قبول سفير أفغانستان .

Contact Us

Subscribe to our Newsletter

@2023 – All Right Reserved. Designed and Developed by AATWorld

About Us

Here in the AAT Group, Traders, Businessmen, Manufacturers, Importers, and Exporters get to know each other and cooperate despite the distances, countries, and different languages.

Feature Posts

Newsletters

Never Miss an Offer

Join our mailing list to receive the latest product news and industry updates from AAT World.

@2023 – All Right Reserved. Designed and Developed by AATWorld