سعيًا للتوضيح: قالت شركة TSMC، في إشارة إلى استثماراتها البالغة 165 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة، إنه ينبغي على واشنطن عدم اتخاذ إجراءات تُثير شكوكًا حول “استثماراتها الحالية في أشباه الموصلات“.
أبلغت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC، 台積電) الولايات المتحدة أن أي رسوم جمركية مستقبلية على أشباه الموصلات التايوانية قد تُقلل الطلب على الرقائق وتُعيق تعهدها بزيادة استثماراتها في أريزونا.
وكتبت شركة تصنيع الرقائق في رسالة إلى وزارة التجارة الأمريكية: “قد تُهدد قيود الاستيراد الجديدة الريادة الأمريكية الحالية في صناعة التكنولوجيا التنافسية، وتُثير شكوكًا حول العديد من مشاريع أشباه الموصلات الرأسمالية المُلتزمة في الولايات المتحدة، بما في ذلك خطة TSMC أريزونا الاستثمارية الكبيرة في فينيكس“.
وأصدرت شركة TSMC هذا التحذير ردًا على طلب للتعليق من الوزارة بشأن تعريفة جمركية محتملة على واردات أشباه الموصلات من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي بدأت تحقيقًا بموجب المادة 232 من قانون توسيع التجارة لعام 1962.
أكدت شركة TSMC يوم الخميس أن شركة TSMC Arizona Corp، وهي شركتها التابعة في الولايات المتحدة، قد أدلت بهذه التعليقات في رسالة بتاريخ 5 مايو، لكنها رفضت الإفصاح عن مضمون الرسالة.
وترددت شركات تايبيه وتايوانية في انتقاد فرض إدارة ترامب الفوضوي للرسوم الجمركية، لكن رسالة TSMC أوضحت أن فرض هذه الرسوم سيكون له عواقب سلبية.
وفي الرسالة، قالت TSMC إن أي إجراءات استيراد تتخذها الحكومة الأمريكية “يجب ألا تُسبب شكوكًا بشأن استثمارات أشباه الموصلات الحالية”، في إشارة إلى استثماراتها الكبيرة في أريزونا.
وتستثمر TSMC 65 مليار دولار أمريكي لبناء ثلاثة مصانع رقائق متطورة في أريزونا. وقد بدأ المصنع الأول إنتاج الرقائق بكميات كبيرة، بينما شارف بناء المصنع الثاني على الانتهاء، وأُقيم حفل وضع حجر الأساس للمصنع الثالث الشهر الماضي. في مارس/آذار، تعهدت شركة TSMC باستثمار إضافي قدره 100 مليار دولار أمريكي في ولاية أريزونا لبناء ثلاثة مصانع رقائق إضافية، ومصنعين للتعبئة والاختبار، ومركز للبحث والتطوير، ليصل إجمالي الاستثمار إلى 165 مليار دولار أمريكي.
وأفادت شركة TSMC في رسالتها بأن الإنجاز الناجح وفي الوقت المناسب لمشروعها في أريزونا يعتمد على توقعات الشركة بتزايد الطلب على طاقتها الإنتاجية وخدماتها من عملائها الرئيسيين في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، قالت شركة تصنيع الرقائق إن “الرسوم الجمركية التي ترفع تكلفة المنتجات الاستهلاكية النهائية ستخفض الطلب على هذه المنتجات ومكونات أشباه الموصلات التي تحتوي عليها“.
ولذلك، تطلب شركة TSMC باحترام ألا تشمل أي تدابير استيراد علاجية مفروضة نتيجة هذا التحقيق المنتجات النهائية والمنتجات شبه المصنعة التي تحتوي على أشباه الموصلات.وأضافت أنه من حيث الكمية والجودة، فإن كمية كبيرة من معدات ومواد تصنيع أشباه الموصلات المستوردة غير متوفرة حاليًا في السوق الأمريكية. قالت الشركة إن أي مشروع مُصمم لتسريع تطوير مجموعات إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، مثل خطتها في أريزونا، سيكون حاسمًا في خلق الطلب اللازم لمزيد من استثمارات سلسلة التوريد وإنتاج المزيد من المعدات والمواد محليًا في الولايات المتحدة. وأضافت: “كحد أدنى، يجب فرض أي تعريفات جمركية أو قيود أخرى على الاستيراد مع أوقات تعديل واقعية لشركة TSMC أريزونا وغيرها من الشركات والمستثمرين الأمريكيين الذين التزموا بالفعل بإنتاج كبير لأشباه الموصلات في الولايات المتحدة”. وأضافت: “سيشمل ذلك ضمان استمرار الوصول المعفى من التعريفات الجمركية إلى المدخلات عندما تكون المصادر المحلية غير متوفرة أو غير مجدية أو تستغرق وقتًا للوصول إلى السوق المحلية، وخاصة من الموردين القدامى داخل النظام البيئي”. وبعد أن يصبح مشروعها متصلًا بالإنترنت بالكامل، من المتوقع أن تطرح TSMC أريزونا 100,000 رقاقة شهريًا، “مما يجعلها مجموعة GIGAFAB”، على حد قولها. وقالت شركة TSMC إن أريزونا ستشكل في نهاية المطاف حوالي 30% من إجمالي الطاقة العالمية للشركة من عمليات 2 نانومتر المتطورة وعقد التكنولوجيا الأكثر تقدمًا. هدد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على أشباه الموصلات الواردة من تايوان، مدعيًا مرارًا أن تايبيه “سرقت” تجارة الرقائق من واشنطن. ورغم أن إدارة ترامب صرحت بأنها تتفاوض على عشرات الصفقات مع دول مُهددة برسوم جمركية مرتفعة، إلا أنها أعلنت منذ ذلك الحين أنها لا تملك القدرة على إتمام مثل هذه الصفقات، ولذلك ستُبلغ شركاءها التجاريين بمعدلات الرسوم الجمركية المطبقة على سلعهم
