في ربيع هذه السنة، اعتقل 14 رجلا بتهمة شراء الكتب الدينية وتحديدا الإسلامية منها، وخضع كل واحد منهم لأسابيع من الاستجواب بشأن مراسلاتهم عبر الإنترنت وآرائهم السياسية. هؤلاء الرجال من مدينة “إييوو” الصينية، التي تعد مركزا للتجارة الدولية على الساحل الشرقي للبلاد وموطنا لجالية متنامية من المسلمين. وتعتبر الاعتقالات رمزًا للقيود القاسية المتزايدة التي تستهدف الحياة الدينية والتعليمية للمسلمين في الصين.
لقد أصبحت السياسة العرقية الصينية تركز على منح الأقليات قدرا محدودا من الاستقلالية الثقافية، حيث تحولت في العقد الماضي نحو نهج يفضل الاستيعاب الكامل لأغلبية الهان العرقية في الصين في اللغة والممارسة الدينية. ويخشى المسلمون في الصين الآن من عودة حيز الحريات الدينية إلى ما كان عليه أيام الثورة الثقافية – عقد من الاضطهاد السياسي والديني الشديد في الستينيات والسبعينيات.
يقول أحد الناشرين المسلمين الصينيين عن تلك الحقبة: “كانت كل أسرة تقوم بحرق كتبها الدينية عند صدور حملة التفتيش. وكان الناس يرمون رماد الكتب في البلّاعات إلى درجة انسداد الأنابيب. لكن الاضطهاد الذي نواجهه الآن أسوأ من ذلك الوقت”.
طلب الناشر، الذي فرّ من الصين ويواصل نشر كتب من الخارج، عدم الكشف عن هويته لأن ما لا يقل عن 40 شخصا من أقاربه اعتقلوا أو حُكم عليهم بالسجن بسبب معتقداتهم الدينية أو علاقتهم به. وقد اعتُقل كثيرون في شبكة النشر التابعة له أو فرّوا من البلاد.