نجح مهندسون أتراك في معهد البحوث الزراعية بولاية شانلي أورفة (جنوب شرق) في إنتاج القمح البنفسجي والأسود والأزرق نتيجة تهجين أصناف قمح برية مع الأصناف الحديثة بعد نحو من 20 عاما من البحث والعمل.
وعمل المهندسون على المساهمة في كفاءة المنتجات الزراعية وتنوعها وعلى إنتاج القمح الملون بما يتماشى مع متطلبات منتجي المواد الغذائية.
ويمكن استخدام القمح المطور في صنع الخبز والمعكرونة والبسكويت من دون الحاجة لإضافة أصبغة.
وجرى تحليل القمح الملون في المختبرات للتأكد من ملائمته من الناحيتين الصحية والغذائية، ومن المتوقع أن يستخدم في الصناعات الغذائية بعد تسجيله رسميا.
وفي حديث للأناضول، قال مدير “معهد البحوث الزراعية لمشروع جنوب شرق الأناضول” إبراهيم خليل تشتين أر، إن الدراسات على تحسين البذور مستمرة من أجل تلبية متطلبات قطاع الأغذية من مصانع الخبز والمعكرونة.
وأضاف: “كنا نعلم بوجود لون أو لونين، ولكن مع هذا القمح الملون، وتهجين بذورنا المحلية أصبح لدينا أصناف جديدة”.
وأردف: “هذه دراسات طويلة المدى يمكن أن تستغرق من 10 إلى 15 عاما. في بعض الأحيان يمكن اكتشاف بذرة واحدة أو بذرتين من بين آلاف البذور ويمكن أن تكونا مختلفتين”.
وأعرب عن سعادته بنتائج هذه الدراسات الطويلة، وكذلك سرور الصناعيين، متمنيا تقديم أصناف جديدة من القمح في المستقبل.
بعض الألوان ستكون الأولى في العالم
وأشار تشتين أر إلى أن أصحاب مصانع المعكرونة يستطيعون استعمال القمح الملون لصنع المعكرونة المحببة للأطفال دون استخدام الأصبغة.
ولفت إلى إمكانية استخدام القمح في صناعة الكعك والبسكويت الملون.
وقال: “لم نكن نعلم بوجود قمح ملون في تركيا. ستكون بعض ألواننا الأولى في العالم”.
وأكد تشتين أر أن القمح الملون لا يختلف عن القمح العادي من حيث الجودة والقيمة الغذائية.
أصناف ذات قيمة غذائية عالية
من جانبه قال المهندس الزراعي علي إيلكهان إنهم يحاولون تطوير أصناف القمح ذات القيمة الغذائية العالية.
وأضاف إيلكهان: “لدينا الآن أكثر من 80 نوعا من أصناف القمح الملون، منها 3 بألوان رئيسية هي البنفسجي والأسود والأزرق ودرجات هذه الألوان من الفاتح إلى الداكن”.
وأكد أنهم يولون أهمية لأن يكون القمح المنتج ذا قيمة غذائية عالية وليس فقط أن يكون صالحاً للاستهلاك في الطعام.
ولفت إلى أن هناك أبحاثا كثيرة حول القمح الملون في العالم، لا سيما في معاهد البحوث المتقدمة الكبيرة، وذكر أنهم سرعوا مراحل أبحاثهم لمواكبة التقدم في هذا المجال.
وأوضح أنهم سيزرعون القمح الملون على مساحة 20 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع) العام المقبل.
يذكر أن القمح الملون غني بصبغة “الأنثوسيانين”، ويعتمد تلون القمح باللون الأزرق أو البنفسجي أو الأسود على تركيز هذه الصبغة وموقعها من حبة القمح.
ويحظى إنتاج ما يعرف بـ “القمح الملون” حاليا بأهمية كبيرة في الأوساط البحثية العالمية.
