تتطور أساليب الغزو الفكري والثقافي للمجتمعات العربية والمسلمة، وقد تختلف من دولة إلى أخرى، كما يختلف حجم ومدى التأثر بها، وفق درجة حصانة ومناعة المجتمع، وقدرته على المقاومة والتصدي لمظاهر هذا الغزو الذي يستهدف الهوية العربية والإسلامية
د. أحمد عبدالرحيم السايح، أستاذ العقيدة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، رصد في كتابه «في الغزو الفكري» عدة مظاهر للغزو الفكري، تكاد تشمل جميع جوانب الحياة، لكننا نوجزها في 10 مظاهر، هي
محاولة تشويه القرآن الكريم، والحط من شأنه، وهو أسلوب قديم حديث، فكان كفار قريش يقولون: إنه شعر، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم شاعر وساحر، وحديثاً يقومون بحرق نسخ منه في الدنمارك والسويد وهولندا، في محاولة للإساءة إلى خاتم الكتب السماوية
الطعن في السُّنة النبوية، والدفع بأقلام علمانية للنيل من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وسُنته المطهرة، والقول بعدم صحتها، وإثارة الشكوك حولها، والدعوة إلى مراجعتها، وعدم الأخذ بها
تشويه التاريخ الإسلامي، وترديد الأكاذيب، والادعاء بأن الإسلام انتشر بحد السيف، وأن الفتوحات الإسلامية فتوحات غزو واستعمار، وأن المسلمين دعاة عنف وإرهاب
مهاجمة الحدود وأحكام الشريعة الإسلامية، ووصفها بالرجعية، وأنها ضد مبادئ حقوق الإنسان، مثل حد قطع يد السارق مثلاً، كذلك ما يتصل بالرجم والجلد
5- إحياء النزعات الجاهلية مثل الدعوة إلى القومية، والفرعونية، وإثارة النعرات الطائفية، مما يتنافى مع الإسلام
الدعوة إلى التحرر والإباحية وحرية الجنس، وإطلاق دعوات حقوق المرأة، وحقوق المثليين، وغير ذلك، مما يدمر أخلاقيات الأمة وقيمها، وينشر الرذيلة والفحشاء بين الناس
إبعاد العلماء والدعاة عن الحكم والقيادة، وقصر دورهم على الخطابة والوعظ، بل دفع غير المختصين إلى ذلك المجال، بما أضر بهيبة العلماء، وأشاع فوضى الإفتاء
تجاهل اللغة العربية، والدعوة إلى العامية، وتدريس العلوم بلغات غير العربية، وتأسيس مدارس أجنبية لنشر اللغات الأخرى، واعتماد الإنجليزية لغة للترقي والتوظيف، يقول القس زويمر: «المدارس أحسن ما يعول عليه المبشرون في التحكم بالمسلمين»
نشر الفن الهابط، والأعمال السينمائية الخادشة للحياء، والمروجة للفاحشة، ومنحها الجوائز العالمية، وخفض إنتاج الأعمال الدينية والتاريخية البناءة، مع زيادة مسلسلات الحب، ومسرحيات الهزل
تنامي الإرساليات التنصيرية، خاصة في مناطق النزاع والحروب، واستغلال الخدمات الاجتماعية، والمخيمات، والمستشفيات، ووكالات الإغاثة، في ترويج ما يمت للثقافة الغربية، ونشر أفكار الإلحاد والشذوذ وغيره