بقلم: أمل محمد
أصبح الذكاء الاصطناعي محط أنظار العالم بعد أن أثبت قدرته الفائقة في إمكانية استخدامه في العديد من المجالات. وفي مجال ريادة الأعمال يتوقع الخبراء في عالم التكنولوجيا أن تشهد الفترة المقبلة طفرة حقيقية في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة الأعمال نتيجة ما تلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها الكبير في القدرة على التنبؤ بالأرقام والتحليلات المالية ومساعدة الموظفين، خاصة من يعملون في أقسام الموارد البشرية والإدارات المالية والتطوير
وفي تقرير كتبته مجموعة من الخبراء ونشره موقع “فاست كومباني” (Fastcompany) الأميركي، أشار الخبراء إلى أنه مع استمرار تطور فوائد الذكاء الاصطناعي في مجالات دعم ريادة الأعمال والمشروعات التجارية؛ بدأت تظهر إمكانية الاستفادة من هذه القدرات، سواء لتخفيف العبء عن الموظفين الذين يرغبون في التركيز على مهام أكثر أهمية، أو تطوير إستراتيجية أسرع لتغيير نتائج تحليل البيانات، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عنصرا حاسما في مساعدة الأعمال على التطور وتحسين رضا العملاء
تعزيز الإبداع
وقال مؤسس شركة “ريبيوت بي آر للمحاماة” ريان بلانش “لا يتعين عليك إنشاء الذكاء الاصطناعي الخاص بك من الصفر للقيام بشيء جديد ومثير، فقد وجدنا أنه ببساطة من خلال ربط منصات الذكاء الاصطناعي الحالية باستخدام بروتوكول “إف-ذن” (واجهة برمجة التطبيقات والتفاعل البشري المحدود) يمكن تصميم حاسوب قادر على إنجاز أي شيء تقريبا“
دعم المكتب الخلفي وخدمة العملاء
وقال الخبير ماثيو تينغوال “رغم أن الذكاء الاصطناعي ليس جديدا، فإنه يتطور بوصفه جزءا من إستراتيجية رقمية تتمحور حول العميل. فلن تحقق الشركات التحول الرقمي بشكل كامل إلا من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة التي تدعم كلا من وظائف المكتب الخلفي (الأنشطة الضرورية غير المرتبطة بالإنتاج أو التعامل مباشرة مع العملاء) والوظائف التي تتطلب التعامل مباشرة مع العملاء. ويمكن للذكاء الاصطناعي تسريع الرؤى حول سلوك العملاء وظروف السوق وإجراءات الأعمال التي يجب تجنبها
نظرة ثاقبة
وقال الخبير مندل كوهين “لقد منح الذكاء الاصطناعي أعمالنا والعديد من الشركات الأخرى القدرة على تحليل البيانات بمعدل سريع، مما يوفر نظرة ثاقبة على كفاءة العمليات التجارية وأنشطة التسويق. بالإضافة إلى أنه يمكن لبرنامج اليوم المدعوم بالذكاء الاصطناعي إكمال العديد من المهام، التي يتضمن بعضها رسائل البريد الإلكتروني الآلية وكتابة النصوص وإدخال البيانات والتدقيق والمحادثات الحية“
تحديث عملية اتخاذ القرار
وقالت الخبيرة كانديس جورجيادس “أدى هذا إلى تغيير طريقة اتخاذ القرارات بناءً على المدخلات من الذكاء الاصطناعي، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يفهم البيانات بشكل أعمق وأكثر اتساقا، مما يترك لنا أدلة قاطعة في عملية صنع القرار. أعتقد أن القدرة على تقييم التأثير والجهد والنتائج مهمة جدا للأعمال التجارية، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي حقا في دعم القرارات“
القضاء على المهام المملة
وقال الخبير رايان أندرسون “بينما يخشى البعض من فكرة أن الذكاء الاصطناعي يسرق الوظائف، فقد رأينا العكس تماما؛ فلقد مكّن الذكاء الاصطناعي من إضافة واستخراج المزيد من القيمة من حياتهم اليومية، عن طريق إزالة الأشياء غير الضرورية والمستهلكة للوقت مثل إدخال البيانات، وهو ما يؤدي إلى تحرير الوقت والمساحة الذهنية، وبالتالي توليد الابتكار مع الحفاظ على سعادة فريق العمل ومشاركته الفعالة“
وتوقع الكاتب الأميركي تايلر ويتسمان -في تقرير نشرته مجلة “فوربس” (Forbes) الأميركية- أن يشهد العقد القادم ثورة في الذكاء الاصطناعي الذي بدوره سيغير تماما الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا التجارية، مؤكدا أن هناك العديد من الأنواع من الذكاء الاصطناعي قد تحقق نتائج مذهلة في تنمية الأعمال عند تنفيذها بالطريقة الصحيحة
روبوتات المحادثة
وذكر الكاتب أن روبوت المحادثة -أو “شات بوت” (Chatbot)- برنامج يُحاكي سلوك المحادثة في الحياة الواقعية للبشر، إذ يمكنه التحدث إلى شخص ما من خلال الدردشة أو الصوت، وتفسير كلماته والرد وفقا لها
وأشار الكاتب إلى أن روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تجمع بين الروبوتات المستندة إلى القواعد (التي تجيب عن أسئلة محددة بطريقة محددة مسبقا)، وروبوتات الذكاء التي تتعلم لغة المستخدمين بمرور الوقت، بل يمكنها أن تذُكّر بتفضيلات العملاء وفهم سياق المحادثات من خلال معالجة اللغة البشرية إلى جانب التعلم الآلي
وتوقعت شركة “آي بي إم” (IBM) أن برامج المحادثة الآلية يمكن أن تساعد الشركات على تقليل تكاليف خدمة العملاء بنسبة 30%، وذلك عن طريق تسريع مدة الاستجابة والإجابة عن 80% من أسئلة العملاء الروتينية. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تصبح سرعة ودقة نماذج تحويل الكلام إلى نص وتحويل النص إلى كلام كافية لاستبدال موظفي استقبال المكالمات بالكامل
تقنية التعرّف على الوجه
وأفاد الكاتب بأنه يمكن للذكاء الاصطناعي قراءة الوجه البشري والتعرف عليه بناء على معالم الوجه المحددة مسبقًا، التي تشمل المسافة بين العينين ومن الذقن إلى الجبهة. ولكل شخص بصمة وجه مختلفة يستخدمها برنامج التعرف على الوجه للمقارنة مع الوجوه الأخرى في قاعدة البيانات
وتُستخدم ميزة التعرف على الوجه الآن في العديد من الصناعات لأسباب أمنية في المقام الأول، وتعدّ ذات قيمة للشركات الكبيرة والصغيرة، إذ يمكنك تقييد وصول الأشخاص إلى بياناتك، مما يضمن سلامة معلوماتك الحساسة
توصيات المنتجات المخصصة
وقال الكاتب إن توصيات المنتجات المخصصة تستند إلى تفضيلات المستخدم والمنتجات التي يهتم بها. فعلى سبيل المثال، عندما يزور العملاء موقعا إلكترونيا يحلل الذكاء الاصطناعي سلوكهم اعتمادا على العناصر التي يتم عرضها أو البحث عنها أو شراؤها بشكل متكرر، ويقوم بعد ذلك بتقديم توصيات حول المنتج الذي يشاهده العميل حاليا أو يفكر في شرائه
وحسب الكاتب، فإنه يجب على العلامات التجارية مراعاة اهتمامات عملائها ومنحهم تجارب تلبي توقعاتهم أو تتجاوزها، مضيفا أن التخصيص أمر بالغ الأهمية للشركات لتظل قادرة على المنافسة مع الاستثمار أيضا في تلبية السياسات التنظيمية الجديدة حول جمع واستخدام بيانات المستهلك