لكلّ من أراد التأمّل و لكلّ من لديه رغبة تأمّلية في أسرار الخلق التي يكشف لنا العلم كلّ يوم سرًّاً من أسرارها !! هذا البحث لديه بعض الإجابات !
– و هو نتاج بحث عشرة علماء من كلّ أصقاع الأرض
– توصّلوا مؤخّرا إلى اكتشافٍ عظيم فكّك كل الشيفرات اللغوية و استطاعوا وضع شجرة عائلية للغات الأرض، و وضع خارطة الجينوم اللغوي التي يستطيعون من خلالها معرفة كل لغة ومن أي عائلة انحدرت و من هم أقرباؤها و أولادها و أحفادها فيما يشبه الجينوم البشري ، ما يُعتبر معجزة القرن الحادي فأسسوا لذلك في مؤتمر عقد في لندن سنة 2003 علما جديدا أسموه علم اللغة الكونية ، و أصبح يدرس في الجامعات البريطانية خصوصًا جامعة لندن و غيرها من الجامعات.
– و يحدد هذا العلم العلاقة الصوتية بين اللغات ، بعد أن وجدوا في كل لغة عددًا من الأصوات كان أكثرها عددا في اللغة الصينية التي بلغت 60 صوتًا بينما لغة الزولو كانت أقل هذه الأصوات عددًا و حددوا لها 11 صوتًا فقط، بينما الإنجليزية بلغت 44 صوتًا و الفرنسية 42 صوتًا ، و تتوسط اللغة العربية هذه اللغات بعدد37 صوتًا ، و يبلغ مجموع الأصوات التي تصدر عن كل لغات العالم 199 صوتًا ! و نذكر أهم خلاصات هذه البحوث و إلى ماذا توصّلوا ؟
– يقول البروفيسور سعيد الشربيني و هو العالم المسلم العربي الوحيد بين العلماء العشرة و هو بريطاني من أصل مصري: أنَّه في بداية البحث كانت اللغة العربية في ترتيب متأخر في جدول اللغات !
– حيث كانت اللغة الصينية تتربع على رأس الجدول تليها اللغات الأشهر والأكثر تداولًا كالإنكليزية و الفرنسية و غيرها ، لكن و بعد وضع المعايير العلمية لعلم اللغة الكونية و هي معايير علمية بحتة لا عواطف فيها و لا تحيز و لا أدلجة بدأت اللغة العربية تصعد نحو المراتب الأولى حتى وصلت إلى المرتبة الثانية بعد الصينية !فكلما وضع العلماء معيارا ثابتا جديدا لعلم اللغة الكونية يجدون بأنه لا ينطبق سوى على اللغة العربية حصرًا !
– لكن سيَرِدُ في أذهاننا فورًا سؤالان مهمان:
ما هي أهم هذه المعايير العلمية لعلم اللغة الكونية ؟
– و لماذا ما زالت اللغة الصينية تتفوق على باقي اللغات و خاصة العربية و تحتل المرتبة الأولى في الجدول ؟
– في الإجابة على هذين السؤالين سأختصر لكم ما قاله البروفيسور الشربيني أحد العلماء العشرة المؤسسين لهذا العلم حيث يقول:
– بعد دراسة معمقة و لسنوات عدة لجميع الأصوات التي تصدر عن جميع اللغات التي يتحدث بها البشر والتي تم حصرها بعدد 199 صوتًا ( اللغة الكونية تتعامل مع صوت الحرف ) وجدنا أن هناك ثوابتاّ تحكم مسيرة أية لغة أهمها:
– عدد اللغات التي سادت في الأرض منذ بدء الخليقة حوالي 1000 لغة مات منها ( نعم تموت اللغة !) حوالي 400 لغة و جميع اللغات السائدة الآن المتبقية عددها 602 لغة !
– حتى تاريخ نشر هذا البحث ، و أن هذا العصر الذي نعيشه أسماه هؤلاء العلماء عصر كوليرا اللغات حيث تموت كل أسبوع لغة و آخر اللغات موتًا هي اللغة النوبية ! و أنه و وفقًا لهذا المعدّل بنهاية هذا القرن سيبقى بحلول العام 2090 لغتان أو ثلاث لغات فقط و بنهاية العام 2100 ستكون هناك لغة واحدة فقط على قيد الحياة ! ما هي هذه اللغة ؟
– يقول العلماء هناك عوامل ثابتة تحكم حياة أو موت أي لغة و منها:
1- لا يمكن لأي لغة في العالم أن تعيش بدون صوت حرفي الألف و اللام ( ال ) و هما يمثلان جذر شجرة هذه اللغة ، فاللغة التي تفقد هذين الحرفين أو أحدهما تموت فورًا ،،
2- يمثل صوت حرف الميم (م) التربة التي تعيش فيها أي لغة ، و عندما تفقده ستصبح في حالة نزع سيؤدّي لموتها ..
3- صوت الراء (ر) هو روح اللغة أو يخضور الشجرة فعندما تفقده اللغة تصبح جسداً بلا روح سيتلاشى ثم يزول
– 4 صوت حرف الباء جذع الشجرة أو ما يقابل العمود الفقري !
– فعندما ينحني هذا العمود و يعوجّ تشيخ اللغة و تتجه نحو حتفها ، لكن لو سألنا و كيف ينحني أو يشيخ الحرف ؟
– يجيب العلماء بأن ذلك يحدث عندما يتشظَّى صوت الحرف لعدة أصوات كما في الانكليزية مثلًا حيث تشظّى صوت حرف الباء إلى ( B, P ,V ) و هذا مؤشر على بدء شيخوخة هذه اللغة و اتجاهها نحو موتها ، (اعتمد العلماء صوت حرف الباء العربية مرجعاً معيارياً لقياس سلامة العمود الفقري لأي لغة) ،،
– 5 تمثل الضمائر الأغصان أو الأطراف لأي لغة ، و هذه الميزة فقدتها اللغة الصينية كما يقول العلماء ، و هذا ما يجعلهم يتجهون إلى إنزالها للمرتبة الثانية و ارتقاء اللغة العربية لمركز الصدارة ، حيث أنَّ بقاء اللغة الصينية في الصدارة ناجم عن ميزة وحيدة تتقدم بها على اللغة العربية و هي قدم التدوين !
– 6 اللغة تتنفس و المقصود بتنفس الحرف هو إشباعه و تمثل حروف ( ا ، ي ، و ،) و هي حروف المدّ الطبيعي في اللغة العربية الرئة التي تتنفس منها كما أنها تتنفس بعمق من خلال المدود حيث تنفرد اللغة العربية بهذه الميزة !
– حرف الضاد هو بمثابة النُّسغ أو النخاج الشوكي للعمود الفقري و الذي يحميها من أي شلل أو رعاش ،،
– بناءً على كل ما سبق و على مجمل الأبحاث التي قاموا بها قرّر علماء اللغة الكونية أنّ اللغة العربية هي أم اللغات. و هي اللغة الوحيدة التي جميع أصواتها حميدة و لم يتشظّ أي حرف من حروفها ! بل و تجعل من حرفي الألف و اللام الضروريان لبقاء أي لغة على قيد الحياة أداة تعريف لجميع الأسماء ، و ميمها تربة باقية وراؤها روحها الحية و عمودها الفقري ( حرف الباء) لم يتشظّ و بقي معيارًا تقاس عليه أحوال باقي اللغات !
– ( و قبل أن نواصل نقول فقط تذكروا “ألم ” ألر ” ألمر” و غيرها من الحروف المقطعة في فواتح بعض سور القرآن الكريم و علاقتها في سرّ نشأة هذه اللغة و سرّ بقائها ) !!
– و يمكنك بعدها فهم قرار علماء اللغة الكونية أنها لغة مخلوقة كآدم و لم تنحدر من أي أصل لغوي سابق لها ، ( و علَّمَ آدمَ الأسماءَ كُلَّها ) ! و يمكنك فهم قرار جامعة لندن حفظ جميع بحوثها الهامة باللغة العربية لحفظها من الضياع و فهم قرار وكالة الأبحاث النووية الأمريكية كتابة العبارات التحذيرية المكتوبة على حاوياتها النووية باللغة العربية ! طبعًا لأنهم يؤمنون بالعلم و نتاجه أيقنوا أن اللغة العربية هي الباقية !
– و نصل إلى أعجوبة هذه الأبحاث التي أُجرِيَت و نتاجها الأهم و هو القاموس الصوتي للغة الكونية ، وهو عبارة عن جهاز إلكتروني يقوم بإحصاء عدد الأصوات في أي كلمة ثم يعطي معنى الكلمة و دلالاتها ، فعندما تنطق أمامه كلمة بأي لغة من لغات البشر يعطيك عدد الأصوات فيها و معانيها ! لكن الحدث الذي أذهل العلماء كما يروي البروفيسور الشربيني ، هو عندما نطقوا لفظ الجلالة الله أمام الجهاز كان الرقم الذي سجله الجهاز هو 1 رغم أنَّ اللفظ مكون من 5 حروف ! حيث أعادوا التجربة مرات و مرات ، و النتيجة لم تتغير عدد الأصوات 1 و المعنى الواحد !!!
– بل يقول البرفيسور شربيني قمنا بتقطيع اللفظ فلفظنا ال منفردة فسجل الجهاز 3 أصوات الهمزة و فتحتها و حرف اللام.
– و عندما أكملنا اللفظ عاد الجهاز لتسجيل رقم 1 !! مما جعل أحد العلماء و هو الذي كان يصر على إعادة التجربة لمرات عديدة يعلن إسلامه و لسان حاله يقول علينا إمَّا أن نُكذب العلم و نمارس التنجيم أو أن نؤمن بخالق هذه اللغة الأم التي بثّ لغات عديدة معظمها مات أو سيموت و ستبقى ما بقيت الحياة… البحث مستمر و هناك العديد من النتائج المذهلة الأخرى …– و نتيجة بحوث علمية بأجهزة تصوير طبقي محوري فائقة الدقة قامت بتكبير الدماغ 35 مليون مرة كانت النتيجة: اللغة العربية تتربَّع وحيدة في القسم الأيمن من الدماغ بينما باقي لغات البشر مجتمعة تتزاحم في قسمه الأيسر… فهي اللغة التي ننتمي لها… ولا تنتمي لنا…