بقلم / جانيل بومباليير
يشهد العالم بأسره كتابة سطور مثيرة في تاريخنا المعاصر. ومع بزوغ فجر هذا العصر الجديد في مجال الأعمال والتكنولوجيا الذي يضاهي العصر الرقمي والثورة الصناعية. أصبحنا نتطلع يومًا بعد يوم إلى مستقبل واعد يعتمد أكثر على تقنيات واستخدامات الذكاء الاصطناعي.
وعلى ما يبدو أن تبني الذكاء الاصطناعي واستيعابه بات أمرًا ملحًا للشركات التي تهدف إلى الازدهار في هذا العصر التحويلي. وسواءً كنت جزءًا من كيان تجاري كبير أو مالكًا لشركة صغيرة، أصبح عليك الركون إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي لزيادة ميزاتك التنافسية.
بداية جديدة وليست نهاية
وعلى نفس الخطى التي غير بها عصر الإنترنت حياتنا اليومية وسمح لنا بالتواصل مع الأشخاص على مستوى العالم. وفر صعود الذكاء الاصطناعي فرصًا جديدة لتحليل البيانات المحسّنة والابتكار في جميع الصناعات.
تصحيح المفاهيم الخاطئة
يتردد عادةً أصحاب الأعمال من دمج الذكاء الاصطناعي بأعمالهم؛ ما قد يعيق فكرة تبنيه ويحد من انتشاره. ومن المخاوف الشائعة هي الخوف من أن تتسبب استخدامات الذكاء الاصطناعي في فقدان الوظائف على نطاق واسع.
ومع ذلك، يُظهِر لنا التاريخ أن الذكاء الاصطناعي مثل أي حدث تكنولوجي كبير يعمل على تحويل الوظائف بدلًا من القضاء عليها.
على سبيل المثال، ازدهر مصممو الجرافيك الذين تبنوا الأدوات الرقمية. كما وفر الذكاء الاصطناعي فرصًا للمحترفين لتعزيز مهاراتهم وكفاءتهم، ويكمن المفتاح في تعلم استخدامات الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء العمل والابتكار.
كيف يدعم الذكاء الاصطناعي احتياجات عملك؟
1- أبحاث السوق
الحصول على رؤى مدفوعة بالبيانات: يتمتع الذكاء الاصطناعي بمهارة عالية في الحصول على كميات كبيرة من البيانات وتحليلها. واستخلاص رؤى قابلة للتنفيذ تتجاوز القدرة البشرية، ولا شك أن هذه القدرة تتيح للشركات اتخاذ قرارات أكثر استنارة واستراتيجية.
التحليلات التنبؤية: يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ باتجاهات السوق وسلوك المستهلك. ما يساعد على توقع الاحتياجات المستقبلية الضرورية للشركات. وتعديل استراتيجياتها وفقًا لما تقتضيه الحاجة للبقاء في صدارة المنافسين وتلبية متطلبات السوق.
على سبيل المثال، يمكن لمتاجر التجزئة استخدام النماذج التنبؤية لتحسين مستويات المخزون، وتقليل نفاد المخزون، والحد من حالات المخزون الزائد. وتعزيز كفاءة سلسلة التوريد بهدف تحسين دقة واستجابة عمليات إدارة المخزون في النهاية.
تقييم مخاطر الأمن السيبراني: يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحديد المخاطر المحتملة من خلال تحليل الأنماط والمخالفات في البيانات في الوقت الفعلي. وقد يساعد هذا النهج على تحديد الهجمات السيبرانية فور حدوثها، ما يقلل من الوقت بين اكتشاف التهديد والاستجابة له.
2- الكفاءة التشغيلية
تسهيل المهام الروتينية: يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة المهام المتكررة والمستهلكة للوقت، ما يوفر وقت الموظفين للقيام بأعمال أكثر تعقيدًا وإبداعًا. ويشمل ذلك مهام مثل إدخال البيانات، والجدولة، وحتى الرد على استفسارات العملاء الأساسية.
وبينما نعلم جميعًا مدى الإحباط الذي قد تسببه الاستجابة “الروبوتية” من برامج الدردشة الآلية على موقع الويب. يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي استبدال تجربة العميل الممتعضة سالفة الذكر. بالدردشات التي توفر معلومات دقيقة مصممة لتناسب احتياجاتك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
تحسين العمليات: تبسيط العمليات التجارية المختلفة يضمن أنها أكثر كفاءة وفاعلية من حيث التكلفة. على سبيل المثال، أحد استخدامات الذكاء الاصطناعي هي إمكانية أتمتة المهام المتكررة في عمليات التوظيف. مثل فحص السير الذاتية، وتقييمات المرشحين الأولية ويعد هذا تغييرًا حقيقيًا؛ ما يتيح لمحترفي الموارد البشرية التركيز على جوانب أكثر استراتيجية لاكتساب المواهب.
تقليل الأخطاء البشرية: تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي، بقدرتها على التعلم والتكيف، في تقليل احتمالية الخطأ البشري. ومن المؤكد أن هذه الدقة ذات قيمة عالية في مجالات مثل المحاسبة المالية، أو إدارة البيانات.
3- تعزيز العلاقة بين العميل والموظف
التخصيص: دعم الذكاء الاصطناعي، الشركات في تقديم تجارب مخصصة للعملاء والموظفين من خلال تحليل تفضيلاتهم وسلوكياتهم. ويمكن تطبيق هذا التخصيص في مهام مثل التسويق المخصص، وتوصيات المنتجات، وخدمة العملاء.
على سبيل المثال، نلاحظ عند التسوق عبر الإنترنت، أنه غالبًا ما يُتاح لنا خيار التصفح عبر قسم “قد يعجبك أيضًا”. وهذا مثال رئيس للتسويق المستهدف للمنتجات بناءً على سلوك المستهلك. وأفادت شركة “أمازون” أن أعمال البيع المتبادل والبيع الإضافي تشكل ما يصل إلى 35% من إيراداتها.
رؤى العملاء: يساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على فهم احتياجات عملائها وتفضيلاتهم من خلال تحليل مشاعرهم وتقييم ملاحظاتهم. ما يؤدي إلى تطوير أفضل للمنتج واستراتيجيات خدمة العملاء.
على سبيل المثال، قد يستخدم مدير العلامة التجارية أدوات الاستماع إلى وسائل التواصل الاجتماعي لجمع ملايين الرسائل الرقمية عبر الإنترنت وتحديد مشاعر الأشخاص تجاه العلامة التجارية.
كيف تستفيد الشركات من استخدامات الذكاء الاصطناعي؟ يتطلب تنفيذ الذكاء الاصطناعي في الأعمال نهجًا استراتيجيًا لكل من الشركات الصغيرة والكبيرة.
وسواء كانت شركتك تتمتع بميزانية كبيرة أو صغيرة. فهناك أدوات ذكاء اصطناعي مجانية ومنخفضة التكلفة، يمكن أن تكون مفيدة للشركات لنمو العمليات وتحسين كفاءتها.
دعم الذكاء الاصطناعي للشركات الصغيرة:
يمكن تسهيل وظائف خدمة العملاء باستخدام برامج الدردشة الآلية مثل “تيديو”، التي تقدم خطة مجانية للمساعدة في خدمة العملاء والتفاعل.
يمكن تبسيط عمليات التسويق باستخدام “هب سبوت” التي تقدم للعملاء نظام CRM مجانيًا، بما في ذلك وظائف التقييمات التحليلية وجدولة البريد الإلكتروني.
يوفر “جوجل أناليتيكس” رؤى مدعومة بالذكاء الاصطناعي حول حركة المرور على الموقع ومعلومات المستخدم للمساعدة في قياس اتجاهات العملاء.
يوفر “جي بي تي 3” من OpenAI للشركات الصغيرة خيار الاشتراك المجاني لإنشاء المحتوى.
يمكن لمديري وسائل التواصل الاجتماعي استخدام برامج مثل “بافير”، و”هوتسوتي” لجدولة المنشورات وتحليل أداء وسائل التواصل الاجتماعي.
تقدم “ويف أكوينتينج” برنامج محاسبة مجانيًا مع إمكانيات الذكاء الاصطناعي؛ لتتبع الدخل والنفقات وإصدار الفواتير ومسح الإيصالات.
أدوات الذكاء الاصطناعي الإضافية:
1– تحديد الاحتياجات: حدد المجالات التي يمكن أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي في عملك.
2– اختيار الأدوات المناسبة: توجد مجموعة واسعة من أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة، اختر منها التي تتوافق مع أهداف عملك.
3– تطوير المهارات: تأكد من أن فريقك لديه المهارات اللازمة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بفاعلية، التعلم والتدريب المستمر أمران بالغا الأهمية.
خلاصة القول، لم يعد الذكاء الاصطناعي، مجرد ثورة تكنولوجية فحسب. بل أصبحت استخدامات الذكاء الاصطناعي أداة إستراتيجية للشركات التي تسعى إلى الازدهار في عالم اليوم. ومن خلال فهم إمكاناته والاستفادة منها. يمكن أن يمنح الشركات دفعة للإنتاجية، ويعزز نموها، ويرفع مؤشر معدلات الأرباح بها، ومن ثم، فتح مستويات جديدة من النجاح والكفاءة.