لا يفكّر الناس كثيراً في أن استخدام الهاتف الخليوي في كل مكان، وفي تنقلاتهم الصباحية، وعلى مائدة العشاء، ولدى الطبيب، خطأ فاضح، بالرغم من أن الدراسات الحديثة تكشف عن أن ذلك قد يشكّل تنبيهاً لإعادة التفكير مرّة أخرى في الموضوع الخطير، إذ بيّنت أن الهواتف المحمولة أقذر ممّا يتوقعه معظم الناس.
في الواقع، تعدّ يد الإنسان من أكبر الجُناة عندما يتعلّق الأمر بالقبض على الهاتف وما يحتويه من بكتيريا. يفحص الأميركيون هواتفهم 47 مرة في اليوم، وفق مسح أجرته شركة Deloitte، مما يسمح للكائنات الحية الدقيقة بالانتقال من الأصابع إلى الجهاز، تبعاً لما نشره موقع Time.
وبالرغم من تباين نتائج الأبحاث حول عدد الجراثيم التي تزحف على جهاز الهاتف الخليوي العادي، فقد أظهرت دراسة حديثة وجود أكثر من 17000 نسخة من الجينات البكتيريّة على هواتف طلاب المدارس الثانوية، في حين وجد العلماء في جامعة أريزونا أنّ الهواتف المحمولة تحمل أعداداً من البكتيريا أكثر بعشر مرات من معظم مقاعد المراحيض.
وتشير سوزان ويتير، مديرة علم الأحياء الدقيقة السريرية في نيويورك – بريسبيتريان، والمركز الطبيّ في جامعة كولومبيا، إلى أننا “نعيش ونسير في بيئة غير معقّمة. لذلك، إذا لمست سطحاً ما، فقد يكون هناك شيء ما عليه، إذ هناك الكثير من الملوّثات البيئية”.
وقد وجدت الدراسات أن مسبّبات أمراض خطيرة موجودة على الهواتف المحمولة، منها المكوّرات العقدية (streptococcus)، والمكورات العنقودية الذهبية المعدية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، والإشريكية القولونية (E.coli).
ويأتي الربط بين المرحاض والهاتف المحمول بسبب تأثيرات تدفّق مياه المراحيض، التي تنشر الجراثيم في كل مكان، فينتهي المطاف بالبكتيريا البرازية على الهواتف مثل الإشريكية القولونية. تقول مارتن: “إن إدخال الهاتف الخليوي إلى الحمام ثمّ الخروج به يُشبه الدخول إلى الحمّام والخروج منه من دون غسل اليدين”.عليه، يصبح الحفاظ على نظافة الهواتف أمراً بغاية الأهمية، لأن هذه الأجهزة مغطاة بالبكتيريا، ويمكن تنظفيها بوساطة المناديل المبلّلة المضادة للبكتيريا، كما يمكن استخدام قطعة قماش مبلّلة بالماء والصابون، أو استخدام قطعة قماش مغطّاة بالكحول بنسبة 70 في المئة.