بقلم: سامح أبو الحسن
في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي، يقدم كتاب «صناعة العقول» للدكتور عصام شيخ الأرض رؤية شاملة حول العلاقة بين الإبداع والابتكار والذكاء الاصطناعي.
ويتناول المؤلف هذه المواضيع من زاوية تتجاوز التقنية البحتة، ليستعرض دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإبداع، وكيف يمكن للبشرية أن تستفيد من هذه الثورة التقنية لتعزيز قدرتها على التجديد وحل المشكلات.
أهم محاور الكتاب
1- الإبداع والذكاء الاصطناعي.، علاقة تكاملية:
في الفصل الأول، يناقش الكاتب كيف أن الإبداع ليس مجرد عملية فكرية، بل هو توجه يتطلب تحريرًا من القيود التقليدية والإدارية، ويركز المؤلف على دور الإبداع في تجاوز العقبات وابتكار حلول فريدة للمشكلات، ويربط هذا المفهوم بالذكاء الاصطناعي، موضحًا كيف أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية لتحليل البيانات بشكل يفوق قدرة الإنسان؛ مما يفتح المجال لمستويات جديدة من الإبداع.
أما تعريف الإبداع والابتكار والتجديد؛ فالإبداع: إنتاج شيء جديد من العدم، والابتكار: خلق شيء غير مسبوق تمامًا، والتجديد: تحديث أو تحسين شيء موجود بأساليب جديدة.
ويرى المؤلف أن التفكير الإبداعي هو الوسيلة الأهم للتكيف مع المستقبل سريع التغير، بدون هذا النوع من التفكير، سيبقى الإنسان عالقًا في الماضي وغير قادر على مواجهة التحديات المستجدة.
2- تنمية التفكير الإبداعي.. أساليب وممارسات:
في جزء عملي، يقدم المؤلف نصائح لتعزيز التفكير الإبداعي:
– الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية: تقليل الاعتماد على التكنولوجيا للتركيز على التفكير العميق.
– تدريب الدماغ على الإبداع: الإبداع ليس موهبة سحرية، بل عملية يمكن تحسينها من خلال التدريب والتجربة.
– استلهام الإبداع من الآخرين: يشجع على استكشاف أعمال الآخرين الفنية والفكرية كمصدر للإلهام، سواء من خلال قراءة روايات أو زيارة معارض فنية.
– التأمل: يعتبر التأمل أداة فعالة للحفاظ على القدرات الإبداعية وتعزيزها.
– التفاعل مع البيئة: يشير إلى أهمية استخدام اليدين والقيام بأنشطة حسية، حيث يساعد هذا النوع من التفاعل على تنشيط الشبكات العصبية في الدماغ.
3- الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات الإبداع:
يرى المؤلف أن الذكاء الاصطناعي يمثل وسيلة لتوسيع نطاق الإبداع، ولكنه يطرح أيضًا أسئلة أخلاقية حول دوره في التأثير على البشر، ويوضح أن الإبداع يجب أن يكون إنسانيًا في جوهره، ولا ينبغي أن تُستبدل التكنولوجيا بالأخلاق.
ويناقش الكاتب كيف يمكن للمؤسسات تصميم أعمالها لخلق بيئة تدعم الابتكار، من خلال تبني ممارسات تعزز التجديد والإبداع المهني.
4- معوقات الإبداع.. كيف نواجهها؟
في الفصل الثاني، يستعرض الكاتب أبرز معوقات الإبداع، مثل:
– الإحباط والخوف من الفشل: الخوف من ارتكاب الأخطاء قد يعوق الإبداع، وأن الفشل جزء أساسي من عملية النجاح.
– القيود الإدارية: القيود البيروقراطية يمكن أن تقتل روح الإبداع إذا لم تُواجه بأساليب تنظيمية مرنة.
– التكرار والجمود: أهمية الإفراغ الذهني للتخلص من الروتين والأفكار التقليدية.
5- الإبداع في عصر العولمة.. ضرورة تنافسية:
يشير الكتاب إلى تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي (2016م)، الذي أكد أن الإبداع من أهم المهارات المطلوبة للتنافسية في عصر العولمة، ويرى أن المؤسسات التي لا تتبنى الابتكار لن تكون قادرة على المنافسة في ظل التحديات العالمية.
ويستعرض المؤلف تجربة شركة «IBM» كنموذج على الابتكار المستمر، موضحًا كيف استطاعت الشركة التكيف مع التغيرات بفضل دعمها للإبداع.
