بقلم: أحمد جمال أحمد
تعد الصناعات الزراعية ثالث أكبر مصدر لانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي في العديد من الدول خاصة التي تعتمد على تربيتها كرافد اقتصادي هام.
وفي أستراليا على سبيل المثال يمكن أن تساعد التكنولوجيا الجديدة مربي الماشية على تقليل تأثيرها من خلال “تحليل التنفس” لقطعانهم عبر الأجهزة المستخدمة في رصد الكحول من التنفس.
وبحسب موقع (أي بي سي)
تمثل الماشية مصدرا لحوالي 70% من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري في ولاية “نيو ساوث ويلز” الأسترالية، هي أقدم ولايات أستراليا وأكثرها اكتظاظاً بالسكان.
ويأتي معظمها من الميثان الناتج عن الهضم والذي تتجشأه الأبقار والأغنام والماعز.
ولمعالجة ذلك، اعتمد المزارعين على أسلوب جديد مبتكر، بأن تم وضع أجهزة اختبار التنفس الشبيهة لتلك التي تستخدم في رصد رائحة الكحول من الفم، بهدف أن تكتشف الميثان الناتج عن التجشؤ في حظائر في خمس مزارع في ولاية “نيو ساوث ويلز” ومنطقة “كوينزلاند”، بالإضافة إلى مزرعة في ولاية كانساس في الولايات المتحدة.
وقالت دانييلا كارنوفالي من شركة Agscent، التي تعمل مع شركة Optiweigh على أجهزة اكتشاف الميثان، إن الأمر “يتعلق بالتنفس“.
ويأتي إطلاق هذه التكنولوجيا في الوقت الذي تحاول فيه أستراليا خفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030
تجشؤات الماشية
وكشف ABC، عن آلية اعتماد هذا الأسلوب في رصد حجم الانبعاثات من الماشية، بأن يتم جذب الماشية إلى هذه الأجهزة عن طريق رائحة وطعم الدبس.
ثم يتم وزنها وتسجيل انبعاثات الميثان منها مع كل نفس وتجشؤ.
وقد وجدت الدراسات أن الماشية المستخدمة في الدراسة، يمكن أن تطلق ما بين 200 و500 لتر من الميثان يوميًا.
وقالت الدكتورة كارنوفالي إن 95% من انبعاثات الميثان من الحيوانات تأتي من مقدمة جسمها وليس من مؤخرتها.
وأوضحت بقولها أن “كل حيوان ينبعث منه غاز الميثان بمعدل مختلف”، وأضافت “لذا، من خلال وجود وحدة في الحظيرة أثناء رعي الحيوان وممارسة سلوكياته الطبيعية، فإن هذا يسمح لنا بفهم أكبر لتقلبات الحيوان عندما يتعلق الأمر بانبعاثات الميثان“.
تخفيض الميثان
وخلال الدراسة، ذكر التقرير أن تم تركيب جهاز في مزرعة الأبقار يملكها مزارع أسترالي يدعى “جون رايت” بالقرب من منطقة “كوورا” في وسط غرب ولاية “نيو ساوث ويلز” في شهر أغسطس/آب الماضي.
وقال إن استخدام التكنولوجيا يمكن أن يكون وسيلة فعالة للمزارعين لفهم كمية الميثان التي تنبعث من مواشيهم.
وأضاف “رايت” بقوله “أحاول أن أخبر الناس ألا يشعروا بالحرج من كمية الميثان التي تنتجها حيواناتنا“.
وتابع قائلا “من المثير للاهتمام أن نتمكن من تحسين الكفاءة والإنتاجية وإظهار صورة جيدة للصناعة لإظهار أننا نتحمل المسؤولية عن الانبعاثات التي ننتجها.”
وقال السيد رايت إن بعض العاملين في الصناعة يعتقدون أن البقرة الأكبر حجمًا أفضل، ولكن كلما كانت البقرة أكبر حجمًا، كلما أنتجت المزيد من غاز الميثان.
وقال: “نحن الآن نعمل على تحسين جينات ماشيتنا فيما يتعلق بكمية المنتج الذي يمكننا إنتاجه لكل وحدة من غاز الميثان التي تنبعث منها“.
وقالت وزارة الصناعات الأولية إن التغييرات في استراتيجيات إدارة الثروة الحيوانية ولاية “نيو ساوث ويلز” الأسترالية، بما في ذلك استخدام إضافات الأعلاف والاختيار الجيني، يمكن أن تساعد في تقليل الانبعاثات.
كما يتم إجراء أبحاث حول أنواع المراعي أو الخلطات التي تؤدي إلى انخفاض إنتاج الميثان لدى الحيوانات.
الإمكانات المتاحة للصناعة
تساهم الزراعة بنحو 17% من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في أستراليا، ويبحث قطاع الزراعة عن طرق للحد من هذه الانبعاثات.
وقال البروفيسور لوتشيانو جونزاليس، رئيس لجنة إنتاج الثروة الحيوانية المستدامة بجامعة سيدني، إن النتائج الأولية أظهرت العلاقة بين وزن جسم الحيوان وكمية العلف التي يتناولها.
وقال: “تُظهر النتائج ارتباطًا ما بين المتوسط والمرتفع بين الوزن ومستوى انبعاثات الميثان“.
وقال إن الوصول إلى هذه التكنولوجيا الجديدة سيسمح للمزارعين بتربية الحيوانات من أجل انبعاثات منخفضة.
مع قوله أن هذا سيعني أيضًا المساعدة في اتخاذ القرارات بشأن الإدارة الغذائية أو استخدام إضافات الأعلاف للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.