بقلم: ديميتري فيازمن
كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة مثل الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء وتعلُّم الآلة أن تحسن عمليات الإنتاج في قطاع الصناعة. وما هي فوائد هذه التقنية، والتحديات التي قد تواجهها، وتوقعات المستقبل لهذا القطاع؟
في هذا المقال نتعرف على كيفية تحسين قدرة شركتك على التنافس والنجاح…
يشهد قطاع الصناعة تحولًا رقميًا هائلًا يمهد الطريق لمستقبل أكثر كفاءة وابتكارًا. فمع ازدياد الاعتماد على تقنيات المعلومات والاتصالات، أصبح قطاع الصناعة يواجه تحديات متزايدة في ظل التطورات التكنولوجية السريعة والتغيرات في المتطلبات السوقية، وتظل الحاجة إلى تحسين عمليات الإنتاج أمرًا حاسمًا للبقاء في المنافسة وتحقيق النجاح في السوق. حيث تعتبر الحلول التقنية المتطورة خطوة أساسية في هذا السياق، وتساهم في تعزيز كفاءة العمليات الإنتاجية وتعزيز الأداء العام للشركات المصنعة.
ما المقصود بتقنية معلومات التصنيع؟
تقنية معلومات التصنيع تشير إلى استخدام التكنولوجيا والأنظمة المعلوماتية في سياق عمليات التصنيع. وتهدف هذه التقنيات إلى تحسين جميع جوانب عملية التصنيع، بما في ذلك التخطيط والإنتاج وإدارة المخزون ومراقبة الجودة وصيانة المعدات. يتضمن ذلك استخدام الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز والواقع الافتراضي، وغيرها من التقنيات لتحسين كفاءة العمليات وزيادة الإنتاجية وتعزيز جودة المنتجات في قطاع التصنيع.
إحصائيات حول تقنية المعلومات للتصنيع وحلول تكنولوجيا المعلومات
تشير الإحصائيات إلى تزايد الاستثمارات في مجال التحول الرقمي في قطاع التصنيع، حيث تقدر غارتنر أن 74٪ من الشركات المصنعة تستثمر في مبادرات التحول الرقمي لتحسين الكفاءة والابتكار، وتعرف هذه الأخيرة بأنها شركة استشارات عالمية متخصصة في التكنولوجيا والابتكار، وقد تأسست في عام 1979. وتقدم الشركة تقارير ودراسات استراتيجية للشركات في مختلف الصناعات، حيث تساعدها في فهم اتجاهات السوق وتطورات التكنولوجيا. كما أنه من المتوقع أن يصل حجم سوق الحلول الرقمية للتصنيع إلى 400 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025 وفقًا لـموقع IDC.
وفي هذا السياق، تأتي تقنيات مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لتعزيز الإنتاجية وخفض التكاليف وتحسين جودة المنتجات. وفقًا لتقارير غارتنر و IDC و McKinsey & Company، وتعرف هذه الاخيرة بتقديم خدمات استشارية في مجموعة متنوعة من المجالات من الشركات الرائدة في مجال الاستشارات الاستراتيجية، وتشتهر بأسلوبها الرزين والمحايد في تقديم النصائح للشركات والمؤسسات. إذن فمن هذه التقارير والدراسات، فتبني حلول تقنية بهذا النوع يؤدي إلى زيادة الإنتاجية بنسبة 20٪، وخفض التكاليف بنسبة 15٪، وزيادة جودة المنتجات بنسبة 10٪.
دور تقنية المعلومات في قطاع التصنيع
تتيح تقنية المعلومات المتطورة التحكم في عمليات الإنتاج بشكل أفضل، وتقليل التكاليف وتحسين جودة المنتجات. كما تساعد على تمكين التشغيل التلقائي والصيانة التنبؤية، ما يعزز من الاستدامة ويقلل من توقف الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، توفر تقنية المعلومات منصات تحليل البيانات وتقارير الأداء، التي تساعد الشركات على اتخاذ قرارات استراتيجية قائمة على البيانات والمعلومات الدقيقة، مما يعزز التنافسية ويدعم نمو الشركة في سوق التصنيع التنافسي.
تحسين كفاءة التصنيع
يعد تحسين كفاءة التصنيع هدفاً أساسياً للشركات المصنعة، وتقنية المعلومات تلعب دوراً بارزاً وأساسياً في تحقيق هذا الهدف. فعبر استخدام حلول تقنية المعلومات، يتسنى للشركات تبسيط العمليات وتقليل الفترات الزمنية الغير ضرورية للتوقف، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة العامة لعمليات التصنيع. وهذه الحلول التقنية تمكن الشركات من تحسين التخطيط وتنظيم الإنتاج، كما تعمل على توفير وصول فوري للمعلومات الضرورية لاتخاذ القرارات، وتقليل الفجوات في التواصل وتنفيذ الأوامر. وبالتالي، يتيح ذلك للشركات تحقيق إنتاجية أكبر بتكلفة أقل، مما يعزز مستوى الكفاءة العامة في عمليات التصنيع.
زيادة سرعة الإنتاج
باستخدام أدوات التقنية المتطورة مثل التشغيل الآلي والمراقبة في الوقت الفعلي، تستطيع الشركات المصنعة الزيادة من سرعة الإنتاج وتحسين استجابتها للطلبات. فمن خلال التشغيل الآلي، يتمكن النظام من تنفيذ العمليات بشكل تلقائي دون تدخل بشري، ما يقلل من الوقت الذي قد يستغرقه التدخل اليدوي ويزيد من كفاءة العملية. ومع المراقبة في الوقت الفعلي، يمكن للشركات رصد عمليات الإنتاج وتحديد أي مشاكل تحدث على الفور، مما يسمح باتخاذ الإجراءات اللازمة على الفور لتجنب التأخيرات وتحسين سرعة الإنتاج بشكل عام. وبهذه الطريقة، يمكن للشركات تلبية الطلبات بشكل أكثر فعالية وتحسين إجمالي لسرعة الإنتاج، مما يساهم في تعزيز تنافسيتها في السوق.
تحسين جودة المنتجات
تساهم تقنية المعلومات بشكل كبير في تحسين جودة المنتجات في قطاع التصنيع. فمن خلال استخدام أدوات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات تحليل البيانات الخام وتحديد الاتجاهات والمعايير التي تؤثر على جودة الإنتاج والمنتجات. بالإضافة إلى ذلك، توفر تقنية المعلومات أدوات للمراقبة المستمرة وتحري الجودة في الوقت الفعلي، مما يمكن من اكتشاف العيوب والمشاكل في مراحل مبكرة من عمليات الإنتاج واتخاذ التدابير اللازمة لتصحيحها. وبفضل تقنيات تعلُّم الآلة والتحليل الضخم للبيانات، يمكن للشركات توقع العيوب المحتملة وتحسين عمليات التصنيع بشكل مستمر. وهذا بدوره يؤدي إلى تقديم منتجات ذات جودة عالية وتلبية توقعات العملاء بشكل أفضل، مما يعزز سمعة الشركة ويزيد من رضا العملاء ويعزز موقعها في السوق.
رفع مستوى جودة حياة الموظفين
تلعب الحلول تقنية المعلومات دورًا مهمًا في رفع مستوى جودة حياة الموظفين في قطاع التصنيع. فهي تسهل على الموظفين أداء مهامهم بشكل أكثر فعالية من خلال تبسيط العمليات وتوفير أدوات تقنية تعزز التعاون والتواصل داخل الفريق. كما توفر أيضا الحلول التقنية إمكانيات المراقبة عن بعد وإدارة الأداء، مما يمكن الموظفين من متابعة عمليات الإنتاج والتدخل في الوقت المناسب لحل المشكلات. بالإضافة إلى ذلك، تمكن تقنية المعلومات الموظفين من العمل عن بعد وتوفير مرونة في مواعيد العمل، مما يسهم في تحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية. ونتيجة لذلك، يزداد رضا الموظفين ويتحسن مستوى رفاهيتهم، مما يعزز من أدائهم وإنتاجيتهم في العمل.
حلول تقنية المعلومات للتصنيع
في ظل التحولات السريعة في عالم التصنيع، ومع تزايد المنافسة في سوق التصنيع وزيادة الطلبات على منتجات عالية الجودة والتسليم السريع، تجد الشركات المصنعة نفسها في حاجة ماسة إلى تبني حلول تقنية المعلومات للبقاء على رأس المنافسة وتحقيق النمو المستدام. فهذه الحلول ليست مجرد إضافة للعمليات، بل تمثل الآلية الأساسية التي تمكن الشركات من تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية وتعزيز جودة المنتجات. حيث تعتبر هذه الحلول جزءًا أساسيًا من استراتيجية الشركات المصنعة لتحقيق التميز التنافسي وتلبية متطلبات السوق المتغيرة بفعالية.
الواقع المعزز AR والواقع الافتراضي VR
تقدم تقنيات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) فرصًا هائلة لقطاع التصنيع، حيث تمثل هاتين التقنيتين طفرة في تحسين عمليات التدريب، وصيانة المعدات، وتصميم المنتجات. بفضل الواقع المعزز، حيث يمكن للموظفين التفاعل مع بيئات محاكاة تجسد العمليات الإنتاجية بشكل واقعي، مما يسهم في تحسين تدريبهم وزيادة فهمهم للعمليات المعقدة.
أما الواقع الافتراضي، فيمكن استخدامه لتصميم واختبار المنتجات قبل تصنيعها بشكل فعلي، مما يقلل من التكاليف والوقت المستغرق في عمليات التطوير والاختبار. بهذه الطريقة، تساهم تقنية AR و VR في تحسين كفاءة الإنتاج وجودة المنتجات في صناعة التصنيع.
ومن من المتوقع أن يشهد استخدام تقنية الواقع المعزز والواقع الافتراضي في الصناعة نموًا ملحوظًا في المستقبل، حيث ستستمر التقنيات في تطورها وتحسين قدراتها وتوفير فوائد أكبر للشركات في تحسين العمليات وزيادة الإنتاجية.
أدوات التشخيص الآلي
أدوات التشخيص الآلي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة لتحليل البيانات التشغيلية والتنبؤ بالأعطال قبل وقوعها. حيث تعتبر أدوات التشخيص الآلي تقنيات ذكية تساهم في تحسين عمليات التصنيع من خلال توقع الأعطال وتحسين الأداء. وتوفر هذه الأدوات فوائد متعددة، بما في ذلك تقليل فترات التوقف وزيادة كفاءة الإنتاج وتعزيز سلامة العمال وتحسين جودة المنتجات.
حيث تعتمد فعالية أدوات التشخيص الآلي على القدرة على جمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات، وتطوير نماذج تنبؤ دقيقة تستند إلى تاريخ الأداء والمعرفة المتاحة. ومن ثم، يمكن للشركات الاستفادة من هذه النماذج لاتخاذ القرارات الذكية بشأن جدولة الصيانة وتحسين العمليات بشكل عام.
ويُتوقع أن يشهد مستقبل هذه التقنيات نموًا ملحوظًا، حيث ستصبح أكثر سهولة في الاستخدام وأقل تكلفة. كما سيشهد سوق الصناعة تطبيقات جديدة ومبتكرة تساهم في تحسين العمليات التصنيعية بشكل أكبر.
الحوسبة السحابية
الحوسبة السحابية تمثل تقنية حيوية في الصناعة التقنية، فهي عبارة عن نظام لتوفير موارد الحوسبة (مثل تخزين البيانات، وقوة المعالجة، والشبكات) عبر الإنترنت كخدمة، بدلاً من شرائها واستخدامها بشكل محلي. حيث تتيح المنصات السحابية تخزين البيانات والتعاون والوصول إلى الموارد الحاسوبية بسهولة. حيث تعزز هذه التقنية قابلية التوسع والتنقل في عمليات التصنيع، ويمكن للشركات الوصول إلى البيانات والتطبيقات من أي مكان وفي أي وقت، مما يزيد من مرونة العمليات ويساهم في تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية.
وهناك ثلاثة أنواع الخدمات السحابية:
البنية التحتية كخدمة (IaaS): توفير البنية التحتية الأساسية مثل الخوادم والتخزين والشبكات.
النظام الأساسي كخدمة (PaaS): توفير بيئة لتطوير ونشر التطبيقات.
البرمجيات كخدمة (SaaS): توفير تطبيقات جاهزة للاستخدام عبر الإنترنت.
من بين فوائد استخدام الحوسبة السحابية، تقليل التكاليف وزيادة المرونة وتحسين الأداء عبر الوصول إلى أحدث التقنيات والبرامج دون الحاجة إلى تحديث البنية التحتية بشكل محلي. وتعزيز الأمان عبر حماية البيانات بشكل أفضل من خلال استخدام ميزات الأمان المتقدمة المتوفرة في الخدمات السحابية.
ويعتمد النجاح في تطبيق الحوسبة السحابية على موثوقية الخدمات وأمان البيانات، ويُتوقع أن تشهد هذه التقنية تطورات مستمرة في المستقبل مع تزايد الطلب عليها وتحسين الأداء والأمان.
التوافق مع إنترنت الأشياء
التوافق مع إنترنت الأشياء (IoT) هو قدرة الأجهزة والبرامج على العمل معًا بشكل فعال في بيئة إنترنت الأشياء. وتعرف إنترنت الأشياء (IoT) بأنها عبارة عن تقنية تربط الأجهزة والأنظمة بشبكة الإنترنت لتبادل البيانات والمعلومات والتفاعل مع بعضها. حيث يمكن استخدامها في مجالات متعددة مثل المنازل الذكية، والصناعات، والزراعة، والرعاية الصحية، والنقل، وغيرها. إذ تعتمد على تطبيقات متطورة لجمع وتحليل البيانات، ويعد ذلك جزءًا أساسيًا من تطور صناعة التقنية، حيث يُمكّن الأجهزة والمعدات من التواصل وتبادل البيانات بشكل مستمر. ويُمكن لهذا التوافق تحسين عمليات التصنيع بشكل كبير، حيث يتيح للشركات مراقبة ومتابعة العمليات في الوقت الفعلي، وويُمكن أيضا من تحليل البيانات لتحسين الكفاءة والجودة.
بفضل إنترنت الأشياء، أصبح من الممكن تنفيذ التشغيل التلقائي، وتحقيق توفير في التكاليف، وتقديم خدمات مخصصة للعملاء. كما أنه من المتوقع أن يزداد التكامل مع إنترنت الأشياء في المستقبل، مما يعزز من قدرة الصناعات على التكيف مع التحولات التكنولوجية وتحقيق المزيد من الابتكارات في عملياتها.
التشغيل التلقائي للمخزون (أتمتة المخزون)
التشغيل التلقائي للمخزون، أو أتمتة المخزون، هو نظام يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة لإدارة المخزون بشكل تلقائي، مما يؤدي إلى العديد من الفوائد مثل تقليل التكاليف، وتحسين دقة المخزون، وزيادة كفاءة العمليات، وتعزيز الأمان. حيث يسهل عملية تتبع المواد وإعادة التعبئة وتحسين مستويات المخزون بشكل فعال.
حيث يُمكن لهذا التشغيل التلقائي تقليل الفاقد وتحسين دقة المخزون، حيث يُتح للشركات الوصول إلى بيانات المخزون في الوقت الفعلي واتخاذ القرارات السريعة بناءً على الطلب والتوقعات. كما أنه يتيح هذا النوع من النظم أيضًا تحسين إعادة التعبئة وإدارة الطلبات، مما يساعد في تحقيق كفاءة أكبر في عمليات الإنتاج وتقليل التكاليف الناتجة عن الجهد الإداري والإنساني. ومن المتوقع أن يشهد هذا القطاع نموًا كبيرًا في المستقبل مع تطوير تقنيات أكثر سهولة وأقل تكلفة، وظهور تطبيقات جديدة ومبتكرة لإدارة المخزون بشكل أفضل.
خوارزميات تعلُّم الآلة
خوارزميات تعلُّم الآلة عبارة عن فرع من علوم الحاسوب يركز على تطوير أنظمة ذكية قادرة على التعلم من البيانات وتحسين أدائها دون تعليمات صريحة. حيث تساعد هذه الأنظمة في تحليل البيانات وتحديد الأنماط وتحسين العمليات في الصناعة. وتُستخدم هذه التقنيات لتوقع فشل المعدات، والتنبؤ بالأعطال، والتحكم في الجودة، وتحسين العمليات، والتصميم المُبتكر. مما يساهم في تحسين الممارسات وتوفير التكاليف.
ومن خلال قدرته على تحليل البيانات بدقة وسرعة عالية في تحسين العمليات وتجنب المشاكل المحتملة، مما يعزز الكفاءة والإنتاجية في مجال التصنيع.
الصيانة التنبؤية
الصيانة التنبؤية هي نهج استباقي لإدارة الصيانة ويعتمد على تحليل البيانات للتنبؤ بحدوث الأعطال قبل وقوعها، مما يسمح باتخاذ إجراءات إصلاحية قبل حدوثها وجدولة الصيانة بشكل تنبؤي. وهذا النوع من الصيانة يساعد في تقليل الوقت الضائع وتكاليف الإصلاح عن طريق تفادي الأعطال المفاجئة وإصلاح المشاكل قبل أن تتطور. كما أنه يساهم في تعزيز سلامة الموظفين،
وباستخدام تقنيات تحليل البيانات، تقوم أنظمة الصيانة التنبؤية بتتبع أداء المعدات والتعرف على أي علامات مبكرة تدل على الأعطال المحتملة. وبناءً على هذه التوقعات، يتم جدولة الصيانة بشكل استباقي وتوجيه جهود الصيانة إلى الأماكن التي تحتاج إليها بشكل أكبر، مما يحسن كفاءة العمليات ويقلل من تكلفة الصيانة بشكل عام.
المراقبة عن بعد
المراقبة عن بعد هي تقنية تسمح برصد ومراقبة العمليات أو الأنظمة من موقع بعيد عبر استخدام تقنيات الاتصال والشبكات. ويتم ذلك عادةً من خلال استخدام أجهزة الاستشعار والأجهزة الذكية التي ترسل البيانات إلى نقاط مركزية حيث يمكن مراقبتها وتحليلها.
حيث يتيح هذا النوع من المراقبة للمستخدمين مراقبة العمليات واتخاذ القرارات على أساس المعلومات المتاحة دون الحاجة إلى تواجد مباشر في الموقع الفعلي. وتستخدم تقنية المراقبة عن بعد على نطاق واسع في العديد من الصناعات مثل الطاقة، والتصنيع، والصيانة، والأمن، والرعاية الصحية، وغيرها، حيث تساهم في زيادة الكفاءة وتقليل التكاليف وتحسين السلامة.
لوحات التقارير
لوحات التقارير هي واجهات أو أدوات تُستخدم لعرض البيانات والمعلومات بشكل مرئي ومنظم من خلال مجموعة متنوعة من الرسومات البيانية والجداول والمخططات. حيث تهدف لوحات التقارير إلى تسهيل فهم البيانات وتحليلها بشكل أكبر، مما يساعد على اتخاذ القرارات الذكية وتحقيق الأهداف المحددة. وتشمل البيانات المعروضة في لوحات التقارير مجموعة متنوعة من المعلومات الخاصة بالأداء، مثل الإيرادات، والمبيعات، والمخزون، والنفقات، والمؤشرات الرئيسية الأخرى المتعلقة بأداء العمل أو العمليات.
وتعتبر لوحات التقارير أداة قوية لإظهار الاتجاهات والمعلومات الحيوية بطريقة بصرية وسهلة الفهم، مما يساعد في تعزيز الشفافية وتحسين التواصل وتوجيه الإجراءات القادمة.
خيارات الصوت عبر بروتوكول الإنترنت (VoIP)
تقنية VoIP عبارة عن تقنية تسمح بإجراء مكالمات هاتفية عبر الإنترنت باستخدام بروتوكول الإنترنت (IP) بدلاً من شبكة الهاتف التقليدية. حيث توفر هذه التقنية حلاً مبتكرًا لتحسين عمليات الإنتاج في قطاع الصناعة. بفضل إمكانياتها في توفير الاتصالات الصوتية عبر الإنترنت، وتُمكّن VoIP المصانع من تحسين التنسيق بين الفرق والموظفين وتيسير التواصل الفعال.
ويمكن استخدام VoIP لتنظيم مكالمات والاجتماعات الافتراضية والتداول السريع للمعلومات، مما يُساهم في زيادة الكفاءة وتسريع عمليات اتخاذ القرارات. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن تكامل تقنية VoIP مع أنظمة الإنتاج الآلي داخل المصنع، مما يتيح الفرصة للتحكم عن بعد في العمليات وتنفيذ التعليمات بشكل أكثر فعالية. وهذا بدوره يؤدي إلى تحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف الناجمة عن الوقت الضائع والعمليات غير الفعالة.
خلاصة
في الختام، يظهر أن التكنولوجيا الحديثة تقدم حلاً شاملاً ومبتكرًا لتحسين عمليات الإنتاج في مختلف قطاعات الصناعة. بدءًا من الحوسبة السحابية التي توفر التخزين والتعاون، وصولًا إلى إنترنت الأشياء التي تمكن من مراقبة الأجهزة عن بعد، وتعلُّم الآلة الذي يسهل تحليل البيانات وتحسين العمليات، وصولاً إلى الصيانة التنبؤية التي تساعد في تجنب الأعطال. بالإضافة إلى ذلك، فإن خيارات الصوت عبر بروتوكول الإنترنت يعزز التواصل، ولوحات التقارير توفر رؤى قيمة للأداء.
وعلى الرغم من التحديات المتعلقة بالتكلفة والتكيف، من المتوقع أن يشهد هذا القطاع نموًا كبيرًا في المستقبل، وتطوير تقنيات أخرى أكثر سهولة وأقل تكلفة. حيث ينبغي على المؤسسات اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة واختيار التقنيات التي تناسب احتياجاتها بشكل جيد. واستخدام هذه التقنيات بشكل فعال، حتى تتمكن المؤسسات من تحقيق أهدافها بشكل أكثر فاعلية وتعزيز تنافسيتها في سوق العمل العالمية.